investors

في مقالات سابقة، استعرضنا كيف يمكن للمستثمرين الأجانب الدخول إلى السوق السعودي والاستثمار ، وماهي الشروط ، الخطوات ، والرسوم ، وتحدثنا عن المراحل المختلفة التي يمر بها المستثمر بعد اتخاذ قرار الاستثمار في المملكة. كما تناولنا الفرص الكبيرة التي توفرها السعودية في ظل رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وجذب الاستثمارات الدولية. ولكن في هذا المقال، سنتناول جانبًا مهمًا آخر من جوانب بيئة الاستثمار في السعودية، وهو دور الجهات الحكومية في دعم المستثمرين الأجانب. تعتبر الحكومة السعودية لاعبًا أساسيًا في خلق بيئة استثمارية جاذبة ومستدامة، من خلال تقديم مجموعة من التسهيلات والخدمات التي تدعم المستثمرين في مختلف المراحل، بدءًا من تسهيل الإجراءات القانونية والمالية، وصولاً إلى توفير الحوافز التي تساهم في ضمان استقرار استثماراتهم. في هذا المقال، سنتحدث عن الخدمات المقدمة من وزارات ومؤسسات حكومية مثل وزارة العدل، الموارد البشرية، التأمينات الاجتماعية، ، وكيف تساهم هذه الجهات في دعم المستثمرين الأجانب وتعزيز بيئة الأعمال في السعودية.

خدمات وزارة الاستثمار السعودية :

تلعب وزارة الاستثمار دورًا أساسيًا في دعم بيئة الاستثمار وتيسير الإجراءات لكل من المستثمرين المحليين والأجانب. تأسست الوزارة في عام 2000 باسم الهيئة العامة للاستثمار وتحولت إلى وزارة في عام 2020، وتسهم في جذب وتوطين الاستثمارات ضمن أهداف رؤية المملكة 2030 لتنويع الاقتصاد.

1.الخدمات الإلكترونية والإدارية:

• تسجيل الاستثمارات وخدمات ما بعد التسجيل:
تُسهل الوزارة عملية التسجيل عبر بوابتها الإلكترونية، مما يسمح للمستثمرين بتسجيل استثماراتهم ومتابعة الطلبات إلكترونيًا دون الحاجة لزيارة الفروع. كما تُتيح تحديث بيانات المشروعات أو تعديل المعلومات القانونية حسب الحاجة.

• مراكز الخدمة الشاملة:
بالتعاون مع الجهات الحكومية مثل وزارة العدل، وزارة الموارد البشرية، ووزارة الداخلية، توفر الوزارة خدمات التوثيق، الاستشارات والإجراءات المتعلقة بالتأشيرات والإقامات، مما يبسط الإجراءات الإدارية.

2.برامج جذب الاستثمارات وتسهيلها:

• برامج متخصصة مثل “ميزا” والمستثمر الاستراتيجي:
تهدف هذه البرامج إلى تسريع إجراءات التصاريح والتراخيص للمستثمرين في القطاعات الحيوية، مما يعزز من تنافسية السوق السعودي.

• تسهيل تأسيس الاستثمارات وتملك الأصول:
يركز النظام الجديد على تبسيط إجراءات تأسيس المشاريع ومنح المستثمرين الحق في تملك الأصول المرتبطة باستثماراتهم (مثل العقارات والمعدات وحقوق الملكية الفكرية)، بالإضافة إلى توفير مرونة في التخارج.

3.ضمان حقوق المستثمرين وبيئة تنافسية عادلة:

• حماية الحقوق والمعاملة الشفافة:
تُضمن الأنظمة حقوق المستثمرين من خلال آليات قانونية واضحة تُسهم في حل النزاعات بشكل عادل وشفاف.

• المعاملة المتساوية:
يؤكد النظام على المساواة بين المستثمرين المحليين والأجانب، مما يعزز الثقة ويُبرز المملكة كوجهة استثمارية عالمية.

• حماية المستثمرين الأجانب:
تشمل الضمانات السماح بتملك المشروعات كاملةً، حماية رأس المال (بعدم المصادرة إلا بحكم قضائي وحرية تحويل الأرباح) وضمان المعاملة المتساوية.

ماهي الخدمات التي تقدمها وزارة العدل  :

تلعب وزارة العدل السعودية دورًا حيويًا في تعزيز البيئة الاستثمارية في المملكة من خلال تقديم مجموعة من الخدمات القانونية التي تدعم تأسيس الشركات، وتحمي حقوق المستثمرين، وتضمن استقرار المعاملات العقارية وحل المنازعات القانونية بفعالية.
تسهيل الإجراءات القانونية لتأسيس الشركات:

في إطار جهودها لتسهيل بيئة الأعمال، قامت وزارة العدل بتبسيط وتيسير الإجراءات القانونية المتعلقة بتأسيس الشركات. من خلال التعاون مع الجهات ذات العلاقة، تم تقليص الخطوات المطلوبة لتسجيل الشركات، مما يسمح للمستثمرين بتأسيس كياناتهم القانونية بسرعة وكفاءة. كما تم اعتماد أنظمة إلكترونية حديثة تتيح تقديم المستندات والتوقيعات إلكترونيًا، مما يقلل من الحاجة إلى الحضور الشخصي ويوفر الوقت والجهد على المستثمرين.

توفير الأنظمة القانونية التي تحمي حقوق المستثمرين:

تلتزم وزارة العدل بتطوير وتحديث الأنظمة القانونية التي تضمن حماية حقوق المستثمرين. يشمل ذلك سن تشريعات واضحة وشفافة تحمي حقوق الملكية الفكرية، وتضمن نزاهة العقود، وتوفر آليات فعّالة لحل النزاعات. كما تعمل الوزارة على ضمان تطبيق هذه الأنظمة بصرامة، مما يعزز ثقة المستثمرين في النظام القانوني السعودي ويشجعهم على الاستثمار في المملكة.

دور وزارة العدل في التوثيق العقاري والمنازعات القانونية:

تلعب وزارة العدل دورًا محوريًا في عمليات التوثيق العقاري، حيث تضمن تسجيل وتوثيق المعاملات العقارية بشكل دقيق وموثوق. يهدف ذلك إلى حماية حقوق الملكية وتفادي النزاعات المستقبلية. بالإضافة إلى ذلك، توفر الوزارة آليات قانونية متطورة لحل المنازعات القانونية، سواء كانت تجارية أو مدنية، من خلال المحاكم المتخصصة أو مراكز التحكيم والوساطة. تسهم هذه الآليات في توفير حلول سريعة وعادلة للنزاعات، مما يعزز استقرار البيئة الاستثمارية في المملكة.

من خلال هذه الجهود المتكاملة، تساهم وزارة العدل في خلق بيئة قانونية داعمة للاستثمار، مما يعزز من جاذبية المملكة كوجهة استثمارية رائدة على المستوى الإقليمي والدولي.

دور وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية :

تلعب وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في المملكة العربية السعودية دورًا حيويًا في تعزيز سوق العمل وتطوير الكفاءات الوطنية، وذلك من خلال محورين أساسيين:
•تسهيل إجراءات التوظيف وتوفير التأشيرات للعمالة الأجنبية:

في إطار جهودها لتلبية احتياجات السوق المحلي من الكفاءات المتنوعة، قامت الوزارة بإطلاق خدمة التأشيرات المهنية الفورية، والتي تتيح للمنشآت الملتزمة بأنظمة العمل والتي حققت نسب توطين مرتفعة، إصدار تأشيرات العمالة المهنية بشكل فوري دون الحاجة إلى مستندات ورقية أو زيارة فروع الوزارة. تهدف هذه الخدمة إلى تسريع عملية استقدام العمالة المؤهلة وتلبية متطلبات المشاريع المختلفة بكفاءة عالية. ​

بالإضافة إلى ذلك، تم تقديم تأشيرة العمل المؤقتة، التي تسمح للعمالة الأجنبية بالعمل في المملكة لفترة محددة دون الحاجة إلى كفيل فردي، مما يتيح للشركات استقدام العمالة مباشرة وفقًا لاحتياجاتها. تُعتبر هذه الخطوة جزءًا من جهود المملكة لتسهيل استقدام العمالة إلى المناطق النائية التي تتطلب وجود عمال مؤقتين، وتقليل الإجراءات الروتينية المتعلقة بإصدار التأشيرات الدائمة، مما يوفر الوقت والجهد على الشركات.
•توفير برامج تدريب وتأهيل لتطوير المهارات المحلية:

تسعى الوزارة إلى تعزيز الاستثمار في رأس المال البشري من خلال مبادرة مسرعة المهارات، وهي مبادرة وطنية تهدف إلى رفع مستوى المهارات لدى القوى العاملة السعودية. تستهدف المبادرة تدريب وتأهيل مليون مواطن سعودي بنهاية عام 2025، وذلك بالتعاون مع برنامج تنمية القدرات البشرية، بهدف تلبية متطلبات سوق العمل المتغيرة.
كما يقدم صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) برامج تدريبية متنوعة، من بينها منتج مهارات، المصمم لتطوير وتعزيز المهارات الفردية من خلال التدريب والتعليم الإلكتروني لدعم النجاح المهني. يستهدف هذا البرنامج الباحثين عن عمل، والموظفين الجدد في القطاع الخاص، والموظفين الحاليين، بهدف تزويدهم بالمهارات والمعارف اللازمة لتحقيق التميز في مجالات عملهم. ​

ماهي التحديات التي تواجه المستثمرين الاجانب في المملكة العربية السعودية؟

البيروقراطية وتعقيد الإجراءات:رغم الجهود المبذولة لتبسيط العمليات، لا تزال بعض الجهات الحكومية تتبع إجراءات بيروقراطية معقدة قد تؤدي إلى تأخير في الحصول على التراخيص والموافقات اللازمة.​

• طول فترة إنهاء المنازعات التجارية:قد تستغرق عملية حل النزاعات التجارية بين المستثمرين وخصومهم، سواء كانوا جهات عامة أو خاصة، فترات زمنية طويلة، مما يؤثر على سير الأعمال ويزيد من التكاليف.​أجَل

• نقص المعلومات والبيانات:يعاني المستثمرون من عدم توفر معلومات وبيانات كافية حول قطاعات الاقتصاد السعودي، مما يصعب عليهم اتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة
• ضعف الخدمات اللوجستية وارتفاع تكاليفها: تُعتبر الخدمات المساندة والبنية التحتية اللوجستية غير كافية في بعض المناطق، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليفها، مما يشكل عائقًا أمام العمليات الاستثمارية.​

• التحديات القانونية والتنظيمية:قد يواجه المستثمرون صعوبات في فهم واستيعاب الأنظمة واللوائح المحلية، مما قد يؤدي إلى عدم الامتثال والتعرض لعقوبات.​

بالإضافة إلى ذلك، أشار وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالح، إلى أن البيئة التشريعية كانت من أكبر التحديات التي تواجه رواد الأعمال، مؤكدًا على الجهود المبذولة لتحسين هذه البيئة لتكون أكثر جاذبية واستقرارًا. ​

في عالم يتسارع فيه التغيير وتزداد فيه الفرص الاستثمارية، تبرز شركة HFA كشريك موثوق للمستثمرين الطموحين الذين يتطلعون إلى تأسيس وتطوير أعمالهم في المملكة العربية السعودية.​

منذ تأسيسنا في عام 2020 في ولاية وايومنغ الأمريكية كشركة ذات مسؤولية محدودة، نمت خبرتنا لتشمل تأسيس أكثر من 750 شركة حول العالم، مما يعكس التزامنا بتقديم خدمات عالية الجودة تلبي احتياجات عملائنا

خدماتنا في المملكة العربية السعودية تشمل:

• تأسيس الشركات: نساعدك في اختيار الهيكل القانوني المناسب لشركتك وتقديم الاستشارات اللازمة لضمان توافقها مع الأنظمة المحلية.​

• المتابعة القانونية والمحاسبية: نقدم خدمات متابعة دورية لضمان امتثال شركتك للمتطلبات القانونية والمحاسبية، مما يساهم في استدامة أعمالك.​

• تقديم الاستشارات المتخصصة: نساعدك في فهم البيئة الاستثمارية المحلية وتقديم المشورة حول الفرص والتحديات المحتملة.​

بالإضافة إلى ذلك، نحن ملتزمون بتقديم الدعم الكامل لعملائنا، بدءًا من مرحلة التأسيس وصولاً إلى التشغيل الكامل، لضمان تحقيق أهدافهم التجارية في السوق السعودي.​

ندعوك للتواصل معنا اليوم لبدء رحلتك الاستثمارية في المملكة العربية السعودية. فريقنا المتخصص مستعد لتقديم الاستشارات والإرشادات التي تحتاجها لضمان نجاح أعمالك.​

بقلم: بلقيس حسين

 

 

التعليقات معطلة.