ما هي الملاذات الضريبية؟
الملاذ الضريبي هو بلد أو إقليم لا يفرض على الشركات والأفراد الأجانب أي التزام ضريبي، أو قد يفرض التزام ضريبي منخفض لجذب الاستثمار الخارجي.
عادة ما تفرض هذه الدول والأقاليم قواعد ضريبية خاصة لتشجيع الشركات أو الأشخاص الأثرياء على إيداع الأموال في أحد البنوك في ذلك البلد.
وفقا لـ “منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية”، هنالك العديد من العوامل المشتركة التي تساعد في تحديد الملاذات الضريبية، بما في ذلك:
1.عدم وجود ضريبة أو وجود ضريبة منخفضة على الدخل الذي تجب عليه الضريبة.
2.عدم وجود تبادل فعال للمعلومات.
3.عدم وجود شفافية.
4.لا يوجد شرط لأنشطة كبيرة، وبالتالي يمكن تحقيق أرباح من أنشطة متنقلة معينة دون نشاط اقتصادي مماثل في الحجم.
وفقاً لـ “شبكة العدالة الضريبية”، تُعرف الملاذات الضريبية أحياناً أيضاً باسم “المناطق القضائية السرية” لأنها غالباً ما تتخصص في مساعدة الأفراد على إخفاء ثرواتهم وشؤونهم المالية عن سيادة القانون.
إقرأ ايضا عن نظام الضرائب في السعودية
ما هي مشاكل الملاذات الضريبية؟
يعتقد الكثير من خبراء الاقتصاد بأن الملاذات الضريبية تخلق ظلماً مالياً، وأن من أبرز المشاكل الرئيسية لهذه الملاذات:
1.خسارة عائدات الضرائب: إذا لم يدفع فرد أو شركة ضريبة في بلدهم الأصلي، فإن الحكومة تخسر عائدات الضرائب، وهذا الأمر قد يؤثر على تمويل الخدمات والبنية الأساسية الحيوية بشكل مباشر.
2.المزيد من عدم المساواة: عادة ما يستخدم الأثرياء الملاذات الضريبية ويقومون باستغلال الثغرات الضريبية الموجودة، وهذا الأمر غير متاح لدى الأشخاص الذين لا ينتمون لهذه الطبقة.
ووفقاً لشبكة العدالة الضريبية فإن الملاذات الضريبية “تغذي عدم المساواة وتعزز الفساد وتقوض الديمقراطية”.
3.عدم الاستقرار: وفقاً لـ “صندوق النقد الدولي”، نظراً لأن الغرض الأساسي للملاذ الضريبي هو التهرب الضريبي، فإن هذا النشاط يؤدي إلى استثمار ضئيل في الأصول الملموسة، مما يجعل أعمال الملاذ الضريبي متقلبة جداً.
على مدى السنوات القليلة الماضية، قامت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بوضع المزيد من الضغوط على الملاذات الضريبية للحد من نشاطها وتقليل الحوافز التي تقدمها.
وبعد نشر وثائق بنما ــ وهي مجموعة من الوثائق التي تكشف كيف استخدم الأثرياء الملاذات الضريبية لإخفاء ثرواتهم والهروب من التدقيق العام وتجنب دفع الضرائب ــ اشتدت هذه الضغوط.
من يستفيد من الملاذات الضريبية؟
في حين يختلف كثيرون على استخدام الملاذات الضريبية، إلا أنها مفيدة لمن يستخدمونها، ومن بين أكثر المستفيدين منها على الإطلاق:
1.الأفراد الأثرياء: يمكن لمن يستخدمون الملاذات الضريبية أن يتمتعوا بمسؤولية ضريبية أقل أو قد تكون معدومة.
2.الشركات: تتمتع الشركات التي تستخدم الملاذات الضريبية أيضاً بمعدلات ضريبية أقل، على سبيل المثال تستخدم شركة أبل أيرلندا كملاذ ضريبي، وهذا يوفر عليها ما يصل إلى 65 مليار دولار من الضرائب، وفقاً لـ معهد التمويل المؤسسي CFI.
ما هي الدول التي تعتبر ملاذات ضريبية؟
يمكن العثور على الملاذات الضريبية في كل مكان، ولكن من أشهر الملاذات الضريبية المعروفة عالمياً:
1.جزر فيرجن البريطانية :تعد منطقة البحر الكاريبي موطناً لبعض الملاذات الضريبية الأكثر شهرة في العالم، بما في ذلك جزر فيرجن البريطانية (BVI). و يبلغ عدد سكان جزر فيرجن البريطانية 36000 نسمة، ولكنها موطن لأكثر من 400،000 شركة وتبلغ قيمة أصولها حوالي 1.5 تريليون دولار وفقاً لـ “مراجعة سكان العالم (WPR)”. تُعفى الشركات الخارجية في جزر فيرجن البريطانية من ضريبة الدخل على الشركات أو ضريبة مكاسب رأس المال أو ضريبة القيمة المضافة.
كما لا تدفع الشركات الدولية في جزر فيرجن البريطانية أي ضريبة دخل أو مكاسب على رأس المال! ونظراً لعدم وجود معاهدات ضريبية بين الإقليم ودول أخرى، فإن الخصوصية المالية لأصحاب الحسابات المصرفية محمية.
2.جزر كايمان : إلى جانب عدم وجود ضريبة على الشركات، لا تفرض جزر كايمان ضرائب مباشرة على المقيمين، بما في ذلك ضرائب الممتلكات والدخل والرواتب، مما يجعلها تحظى بشعبية لدى الأفراد والشركات على حد سواء.
شركات فورتشن 500 بما في ذلك بيبسي وماريوت وويلز فارجو، كلها لديها فروع في جزر كايمان وفقاً لـ “مراجعة سكان العالم (WPR)”.
3.برمودا : تعد برمودا في شمال الأطلسي ملاذاً ضريبياً معروفاً للشركات في جميع أنحاء العالم. وفقاً لشركة PWC، فهي لا تفرض ضرائب على الأرباح أو الدخل أو الأرباح الموزعة أو مكاسب رأس المال، ولا تفرض قيوداً على تراكم الأرباح، ولا تتطلب توزيع الأرباح.
وبموجب قانون ضريبة دخل الشركات الجديد في برمودا لعام 2023 (CITA 2023)، سيتم تطبيق ضريبة دخل الشركات بنسبة 15٪ على الشركات التي تعد جزءاً من مجموعات الشركات المتعددة الجنسيات بإيرادات سنوية لا تقل عن 750 مليون يورو، وسيدخل هذا الأمر حيز التنفيذ في عام 2025.
4.سويسرا: تتمتع سويسرا بضرائب منخفضة لكل من الشركات والأفراد الأجانب على حد سواء. ووفقاً لـ “دائرة المالية الفيدرالية السويسرية”، يمكن للمواطنين الأجانب المقيمين في سويسرا والذين لا يعملون هناك دفع مبلغ مقطوع منخفض على الأموال التي يودعونها داخل البلاد، وتعتبر الحكومة أن ضرائبهم مدفوعة.
تقدم الحكومة السويسرية أيضاً إعفاءات ضريبية كبيرة للشركات التي تمتلك 10٪ من أسهم الشركات الأخرى.
من الجدير بالذكر أنه في حين يمكن للأثرياء الاستفادة من معدلات الضرائب المنخفضة في البلاد، فقد ضعفت قوانين الخصوصية المالية بسبب الضغوط من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
5.لوكسمبورج : أظهر تقرير الثروة العالمية الصادر عن بنك “يو بي أس” السويسري أن 16% من سكان هذه الدولة مليونيرات، وأضاف التقرير أن واحداً من كل ستة أشخاص بالغين في لوكسمبورغ يمتلك ثروة تبلغ مليون دولار أميركي أو أكثر!
هذه الدولة تعرف على أنها واحدة من أكثر الملاذات الضريبية شهرة في العالم، بمعدلاتها الضريبية المنخفضة المواتية والسرية الضريبية التي لا يمكن اختراقها، مما يجعلها موطناً للعديد من شركات وأفراد فورتشن 500 الأمريكية الذين يتطلعون إلى تقليل التزاماتهم الضريبية.
هل يمكنك التقاعد قانونياً في ملاذ ضريبي؟
نظراً لأنها دول وأقاليم في الغالب لها قوانينها الخاصة، فإن الملاذات الضريبية تعتبر قانونية، مما يعني أنه يمكنك الانتقال إلى ملاذ ضريبي إذا كنت ترغب في ذلك.
ومع ذلك، فإن الإجراءات والقوانين المحددة لكل من الملاذ الضريبي ودولتك ستحدد قانونية الانتقال للملاذ الضريبي. ومن الجدير بالذكر أنه في حين يمكنك الانتقال إلى ملاذ ضريبي، إلا أنه قد يتعين عليك دفع ضريبة قي دولتك وقد يؤدي هذا الأمر إلى فرض ضريبة مزدوجة عليك! لذلك كن حذراً جداً باتخاذك لمثل هذا القرار وكن متأكداً من كافة الأمور القانونية والضريبية قبل الإقدام على هذه الخطوة.
بقلم :امجد خدام
لا توجد تعليقات