establishing an offshore company

المقال يشرح مفهوم تأسيس شركة أوفشور وأبرز الأسباب التي تدفع رواد الأعمال لاعتمادها، مع مقارنة بين أهم الدول التي توفر بيئات مناسبة مثل الإمارات والولايات المتحدة وهونغ كونغ. كما يتناول المقال الخطوات العملية للتأسيس والفروقات بين الأوفشور والمناطق الحرة، لتحديد الخيار الأمثل لكل نوع من الأعمال.

المقدمة

في عصر العولمة، أصبح بإمكان رجال ورواد الأعمال تأسيس شركات دولية دون الحاجة إلى السفر أو الإقامة في الخارج. مفهوم تأسيس شركة أوفشور لم يعد غامضا كما كان، بل أصبح استراتيجية ذكية لتوسيع نطاق الأعمال وتقليل الأعباء الضريبية.

لكن من الضروري فهم معناها الحقيقي قبل الإقدام على هذه الخطوة، لأن معرفة الدول الأنسب لتأسيس هذا النوع من الشركات والتمييز بين الأوفشور والمناطق الحرة، يضمن اتخاذ القرار الصائب الذي يخدم مصالح الشركة على المدى الطويل.

ما المقصود بتأسيس شركة أوفشور؟

تأسيس شركة أوفشور يعني إنشاء كيان قانوني خارج بلد الإقامة بهدف الاستفادة من بيئة تنظيمية وضريبية أكثر مرونة، حيث يلجأ العديد من رواد الأعمال إلى هذا الخيار لتوسيع نشاطهم التجاري دوليا وتجاوز القيود المحلية التي قد تشمل الضرائب المرتفعة أو تعقيدات التعاملات المصرفية.

الشركة الأوفشور لا تعد وسيلة للتهرب الضريبي كما يشاع، بل هي نموذج قانوني مشروع يهدف إلى إدارة الأعمال بطريقة أكثر كفاءة وتنظيما، الفرق الجوهري بينها وبين الشركة المحلية (أو ما تعرف أيضا بـ “أون شور”) يكمن في نطاق النشاط؛ فالشركة المحلية تعمل داخل حدود الدولة، بينما تركز الشركة الأوفشور على الأسواق الدولية والتعاملات الخارجية.

لماذا يختار رواد الأعمال تأسيس شركة أوفشور؟

تتعدد الأسباب التي تدفع أصحاب الشركات إلى تأسيس شركات أوفشور ولكن أبرزها:

• حماية الأصول: توفر الشركة الأوفشور حماية قانونية لأصول المستثمر في حال تعرضه لأي نزاعات داخل بلده الأم.

• تخفيض الضرائب: بعض الدول تمنح إعفاءات ضريبية جزئية أو كلية للشركات الأجنبية، مما يتيح بيئة مالية أكثر استقرارا.

• المرونة في التعاملات الدولية: تتيح شركات الأوفشور فتح حسابات بنكية دولية بسهولة وإجراء التحويلات من وإلى مختلف الدول دون قيود معقدة.

• سهولة التوسع: يسهل هذا النوع من الشركات دخول المستثمرين الأجانب أو فتح فروع في دول متعددة بمرونة عالية.

هذه المزايا تسمح لرائد الأعمال بالعمل بحرية في الأسواق العالمية دون أن تعيقه التعقيدات البيروقراطية التي قد تكون متواجدة في قوانين بلده المحلية.

ما الدول الأنسب لتأسيس شركة أوفشور؟

اختيار الدولة المثلى يعتمد على طبيعة النشاط التجاري وأهداف الشركة المستقبلية. وفيما يلي أبرز الوجهات التي يفضلها رواد الأعمال:

1. الإمارات العربية المتحدة، وتحديدا إمارة دبي:

تعد من أكثر البيئات أمانا واستقرارا، وتتميز بقوانين واضحة وإجراءات تأسيس مبسطة، إضافة إلى سمعة تجارية قوية عالميا.

2. الولايات المتحدة الأمريكية وتحديدا ولايتي وايومنغ وديلاوير:

من الوجهات الأكثر جذبا للشركات التقنية والناشئة، نظرا لأسعارها المعقولة ونظامها القانوني الواضح. كما يمكن في بعض الحالات التأسيس دون دفع أي دولار ضرائب!

3. هونغ كونغ:

تعتبر مركزا ماليا دوليا وبوابة للتجارة مع الصين، وتعد مثالية للشركات العاملة في مجالات التجارة الإلكترونية أو التصنيع الدولي خصوصا في أسواق شرق آسيا.


مقارنة سريعة بين هذه الدول الثلاث:

• أرخص هذه الدول من حيث التكلفة هي الولايات المتحدة، ولاية وايومنغ.

• الأسهل والأوضح من حيث الإجراءات هي الإمارات العربية المتحدة، إمارة دبي.

• الأقوى من حيث السمعة البنكية هونغ كونغ ضمن دول شرق أسيا.

لا توجد دولة مثالية للجميع، بل توجد دولة تتناسب مع طبيعة نشاط شركتك وأهدافها المستقبلية، فمثلا، بالرغم من أن السمعة البنكية لهونغ كونغ هي الأقوى ضمن دول شرق آسيا، إلا أن فتح حساب بنكي للتعامل الدولي في دبي قد يكون خيارا أفضل لشركتك في حال لم يكون لديك تعامل مع دول شرق آسيا…

ما الفرق بين تأسيس شركة أوفشور وتأسيس شركة في المنطقة الحرة؟

يخلط كثير من رواد الأعمال بين مفهومي الأوفشور والمنطقة الحرة. والبعض يعتقد أنهما مفهوم واحد ولكن في الحقيقة هما مختلفان، فالمنطقة الحرة Free Zone هي منطقة اقتصادية داخل الدولة تمنح فيها تسهيلات ضريبية وتشريعية كبيرة، وتعتبر الشركة المسجلة فيها كيانا محليا له وجود فعلي ضمن الدولة. أما الشركة الأوفشور فهي كيان مسجل خارج حدود الدولة تماما، وعادة لا تمارس نشاطها في السوق المحلي للدولة المسجلة فيها، بل تعمل على نطاق دولي.

والاختيار بينهما يعتمد على طبيعة عمل الشركة:

فإذا كانت شركتك تستهدف السوق المحلي والدولي معا، فتأسيس شركة في المنطقة الحرة هو أنسب لك ولطبيعة عملك.

أما إذا كان النشاط التجاري لشركتك دوليا فقط، فتأسيس شركة أوفشور قد يكون هو الخيار الأمثل لك.

ما الذي يجب مراعاته قبل تأسيس شركة أوفشور؟

رغم المزايا الكبيرة لها، يتطلب تأسيس شركة أوفشور وعيا قانونيا وإداريا قبل اتخاذ القرار، ومن أبرز النقاط التي يجب الانتباه إليها:

• بعض البنوك لا تتعامل مع شركات أوفشور من دول محددة، مما قد يعقد فتح الحساب البنكي، لذلك كن متأكدا أن البنوك التي تتعامل أو سوف تتعامل معها ليس لديها أي قيود أو علامات استفهام فيما يخص تحويل واستلام الأموال من الدولة التي سوف تأسس فيها شركة أوفشور.

• توجد التزامات مالية سنوية يجب الحفاظ عليها لتجنب إلغاء الترخيص، حتى لو كانت بعض شركات الأوفشور تسمح لك بالحصول على شركة ونشاط تجاري من دون أي ضريبة، فبعض الالتزامات المالية كالتجديد السنوي لترخيص الشركة أمر لا بد منه.

• من الضروري الالتزام بالشفافية الضريبية في بلد الإقامة لتفادي أي مخالفة قانونية، ويجب عليك أيضا أن تتحقق من تواجد قوانين تجنب الازدواج الضريبي بين دولتك والدولة التي سوف تأسس فيها شركتك الأوفشور، فذلك سوف يجعل الأمور أسهل بكثير.

ما هي خطوات تأسيس شركة أوفشور؟

الخطوات تختلف حسب البلد، ولمكن بشكل عام يمكن تلخيص خطوات التأسيس الأساسية على النحو الآتي:

1. تحديد الدولة المناسبة بناء على نوع النشاط والأهداف التجارية لشركتك.

2. تحضير الوثائق الرسمية مثل بيانات المؤسسين وعنوان الشركة وإثباتات الهوية.

3. التسجيل القانوني من خلال الجهات المختصة في الدولة المختارة.

4. فتح الحساب البنكي لضمان القدرة على إجراء المعاملات المالية بشكل قانوني وآمن.

كيف يمكن لشركة متخصصة مثل HFA Firm أن تسهل عملية تأسيس شركة أوفشور؟

الاعتماد على شركة استشارية متخصصة مثل HFA Firm يساعدك على تنفيذ خطوات التأسيس بسرعة ودقة، ويضمن لك تجنب الأخطاء القانونية والإدارية التي قد تعرقل انطلاق المشروع. نحن أيضا نقدم لك استشارات احترافية في مجال تأسيس الشركات ونوفر على المستثمر الكثير من الوقت والجهد، حيث نتولى جميع الإجراءات القانونية والإدارية، ونساعدك في اختيار الدولة الأنسب بناء على طبيعة النشاط، مع ضمان الامتثال الكامل للأنظمة المحلية والدولية. وبهذا الشكل نقوم بتأسيس شركتك بطريقة آمنة وسلسة دون الدخول في تعقيدات بيروقراطية.

الأسئلة الشائعة

1. ما الفرق بين الشركة الأوفشور والشركة المحلية؟

الشركة الأوفشور تدار خارج بلد الإقامة وتعمل دوليا، بينما الشركة المحلية تركز على السوق الداخلي فقط.

2. هل تأسيس شركة أوفشور قانوني؟

نعم، طالما يتم وفق القوانين المحلية والدولية فهو إجراء قانوني مشروع.

3. كم يستغرق تأسيس شركة أوفشور؟

غالبا ما تتراوح المدة بين أسبوعين إلى ستة أسابيع حسب الدولة وإجراءاتها.

4. هل يمكن فتح حساب بنكي لشركة أوفشور؟

نعم، ولكن من الضروري اختيار دولة موثوقة لتجنب رفض البنوك التعامل مع الشركة.

5. ما هي أقل الدول تكلفة لتأسيس شركة أوفشور؟

تعد ولاية وايومنغ الأمريكية من أرخص الخيارات وأكثرها مرونة.

6. هل يمكن إدارة شركة أوفشور من بلد الإقامة؟

نعم. معظم الدول تسمح بإدارة الشركات الأوفشور عن بعد دون الحاجة إلى السفر أو الإقامة فيها.

قد يهمك ايضا

الدليل الكامل للجوانب القانونية للشركات

سر بناء الفريق الناجح للشركات الناشئة

احدث قوانين تأسيس شركة مساهمة مبسطة في السعودية

الاخطاء الشائعة عند تأسيس شركة في الخارج

تأسيس شركة أوفشور

كتابة امجد خدام

التعليقات معطلة.